
انعقدت في طهران هذا الأسبوع “جائزة المصطفى” في نسختها السادسة. هي جائزة يمكن أن يطلق عليها اسم “نوبل العالم الإسلامي”.
تنعقد مرة كل سنتين، فتعجّ طهران بالضيوف من مختلف دول عوالم العرب والإسلام وآسيا. جميعهم يحملون ألقاب باحث أو دكتور أو بروفسور، مع نكهة خاصة أضيفت من خلال منح الشباب فسحة، وجائزة للإبداع العلمي والاكتشافات الجديدة.
هذا العام، الجائزة الخاصة بالشباب ذهبت لطالبتين من كل من إيران وتركيا، وطالب يتخصص في الإمارات، وجميعهم وصلوا إلى اكتشافات على علاقة بالطب، وخصوصاً لتطوير علاجات السرطان. عشرة آلاف دولار لكل منهم، ونقطة ضوء إضافية على طريق العلم الموضوع في خدمة الانسان.
الجائزة الكبرى بقيمة نصف مليون دولار لعلماء ثلاثة وصولاً حتى الهند.
ولكن ليست القيمة المادية ولمّ الشمل في العاصمة الإيرانية هو الأساس، بل ما تحمله هذه الجائزة من رسائل وأبرزها:
أولاً: مدى اهتمام الجمهورية الإسلامية بالعلم والتطور والتقدم والتكنولوجيا. هي ليست دولة متخلّفة كما يحلو للبعض أن يصوّرها، بل دولة تفوقت واحتلت المراتب الأولى إقليمياً وعالمياً في مجالات أساسية، من الطب إلى النووي وما بينهما.
ثانياً: مدى تجاوز إيران الحصار والعقوبات، وقد تمكنت من فتح أبوابها على العالم من خلال العلم، وهي تجمع علماء وباحثين، وهو ما لم تستطع أي دولة غير معاقبة أن تفعله في المنطقة بهذا الحجم رغم الأموال الكثيرة والرضى الكبير. إيران لا تريد أن تكون ملهى ومراقص، بل مصنعاً للعقول.
ثالثاً: إيران لم تتوقف رغم كل ما تعرضت له. هي تكمل طريقها بثبات، وخارج دائرتي التعصّب والتفلّت في آن. حتى الفتاوى الدينية تدعم العلم والتطور بشكل حاسم.
رابعاً: إيلاء العاصمة الإيرانية الشباب اهتماماً خاصاً. كما أنها تبني هذا الجيل ليبني هو المستقبل.
خامساً: الدور الكبير الذي تمنحه إيران للمرأة التي كانت لها الحصة البارزة في الجوائز. المرأة الإيرانية تتعلم، تبدع، تتفوق، وتعمل في كل المجالات، وطريقها مفتوحة و”حبّة مسك”.
وأخيراً، لا أعتقد أن دولة بهذا الشكل يمكن أن تسقط بسهولة. هي تبني على أسس تحميها وتجعلها صامدة رغم عواصف، ومستمرة رغم عقوبات، وعارفة على ما يبنى الغد.
ربما ما ينقص فقط هو المزيد من التطوير الإعلامي وخرق الفضاءات للإضاءة أكثر على صورتها الحقيقية، بخلاف السرديات الغربية التي تشوّش وتشوّه